ملفات ساخنة

بعد توقيعه 5 بنود دولية ملزمة.. الجولاني يجهّز مقرات سرية والإمارات تعلق رحلاتها إلى دمشق

خاص_أحوال ميديا

في تطورات متلازمة تنذر بعاصفة مقبلة، رصدت مصادر ميدانية تحركات مقلقة لزعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني) تشمل تجهيز مقرات سرية ومنشآت محصنة لإقامته وتنقلاته، وذلك بعد فترة وجيزة من توقيعه على 5 بنود دولية رئيسية تلزمه بمحاربة تنظيم داعش والمقاتلين الأجانب الذين ساهموا في وصوله إلى السلطة.

جاءت هذه التحركات بالتزامن مع قرار خطوط الطيران الإماراتي تعليق رحلاتها إلى دمشق اعتباراً من 15 تشرين الثاني الحالي وحتى إشعار آخر، في خطوة يُعتقد أنها مؤشر دولي على توقعات بمواجهات عسكرية واسعة في المنطقة.

البنود الخمسة: اتفاق دولي يقلب موازين القوى

بموجب الاتفاقية التي وقعها الجولاني، التزم بـ 5 بنود رئيسية تمثل شروطاً دولية لشرعيته:

1. محاربة تنظيم داعش والقضاء على خلاياه المتبقية في المناطق الخاضعة لنفوذه
2. ملاحقة ومحاربة المقاتلين الأجانب الذين كانوا الداعم الرئيسي لوصوله إلى السلطة
3. تسليم القيادات الميدانية من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري (التابع لتركيا) المتورطين في عمليات إرهابية
4. قطع العلاقات مع التنظيمات الجهادية العالمية التي كانت تدعمه سابقاً
5. الالتزام بالمسار السياسي تحت المظلة الدولية

هذه البنود تمثل مفارقة تاريخية، حيث يضطر الجولاني الآن لمحاربة نفس التنظيمات والمقاتلين الذين ساهموا في وصوله إلى السلطة، في تحول جذري في استراتيجيته.

تفسيرات متعددة للتحركات المقلقة

التجهيز للمواجهات القادمة: تفسر التحركات على أنها استعداد لمرحلة جديدة أكثر خطورة، حيث يضع الجولاني نفسه في مواقع محصنة تحسباً لأي مواجهات مع التنظيمات التي كان يحالفها سابقاً، خاصة مع تزايد السخط بين صفوفها بعد توقيعه البنود الدولية .

الاستعداد لردود الفعل الداخلية: قد تكون هذه الخطوة استباقاً لردود فعل عنيفة من القيادات الميدانية في هيئة تحرير الشام والجيش الوطني الذين سيتم تسليمهم بموجب البنود الموقعة، حيث من المتوقع أن يواجه الجولاني معارضة داخلية شديدة .

التأقلم مع المتغيرات الإقليمية: قرار الإمارات تعليق رحلاتها إلى دمشق يُعتبر مؤشراً على تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة السورية، ودليلاً على توقع دولي بحدوث تصعيد عسكري واسع النطاق، قد يكون جزءاً من المواجهات المتوقعة بين الجولاني وحلفائه السابقين .

خلفية التحول في الاستراتيجية

يأتي هذا التحول الجذري في سياسة الجولاني بعد سنوات من المحاولات لإعادة تشكيل صورته من زعيم جهادي إلى سياسي معترف به دولياً. فقد أعلن في عام 2016 عن قطع علاقته بتنظيم القاعدة، وأعاد تسمية جماعته من “جبهة النصرة” إلى “هيئة تحرير الشام” في عام 2017، في محاولة للتخلص من التصنيف الإرهابي .

لكن هذه الخطوة الجديدة تمثل منعطفاً أكثر حدة في مسيرته، حيث يضطر الآن لمحاربة نفس القوى التي أوصلته إلى السلطة، مما يضع شرعيته وموقعه تحت اختبار حقيقي.

خلاصة الوضع الراهن

هذه التطورات المتزامنة – من تجهيز مقرات سرية وتعليق الرحلات الجوية – لا تبشر بالخير، بل ترسم صورة قاتمة لمرحلة حرب مفتوحة في سوريا. حيث تتهيأ الأطراف الميدانية لمعارك قد تطول، بينما تسحب القوى الدولية وجودها استعداداً للعاصفة القادمة، في مشهد يعكس تراجع الآمال بمرحلة استقرار وشيكة في البلاد.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى